الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

نونية ابن زيدون

استمع إلى النص بطريقتك
روابط شرح النص وتحليل أبياته (الرابط الأول / الثانيالثالث)

ماذا تعرف عن الشاعر؟

وابن زيدون (394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م)
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ومن ولادة التي أحبها وكتب النص في حبها؟
وولادة بنت المستكفي التي أحبها ابن زيدون كانت شاعرة أديبة قال عنها صاحب المطرب من أشعار أهل المغرب:" كانت الحسيبة ولادة في زمانها واحدة أوانها، حسن منظر ومخبر، وحلاوة مورد ومصدر، وكان مجلسها بقرطبة؛ منتدى أحرار المصر، وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفزاد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى سهولة حجابها، وكثرة منتابها؛ تخلط ذلك بعلو نصاب، وسمو أحساب؛ على أنها - سمح الله لي ولها، وتغمد زللي وزللها - أطرحت التحصيل، وأوجدت إلى القول فيها السبيل؛ بقلة مبالاتها، ومجاهرتها للذاتها. كتبت على ثوبها:
أَنَا واللهِ أصلُحُ للمعاليِ      ...       وأمشى مِشيَتِي وأتيهُ تِيهَا
وأُمكُن عاشقي من صَحْن خَدّي ... وأُعطِى قُبلتي من يَشْتَهيها


القصيدة:

1. أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا  ‍
2. ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَن  ‍
3. مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ  ‍
4. غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا  ‍
5. فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا  ‍
6. وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا  ‍
7. يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَنا  ‍
8. لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُم  ‍
9. ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ  ‍
10. كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه  ‍
11. بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا  ‍
12. نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا  ‍
13. حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَت  ‍
14. إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا  ‍
15. وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية  ‍
16. ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما  ‍
17. لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا  ‍
18. وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلا  ‍
19.
ياسارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به
20. وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُننا  ‍
21. وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا  ‍
22. فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة  ‍
23. رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأه  ‍
24. أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجه  ‍
25. إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً  ‍
26. كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته  ‍
27. كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ  ‍
28. ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً  ‍
29. يا رَوْضَة طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا  ‍
30. ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا  ‍
31. ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِه  ‍
32. لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً  ‍
33. إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفة  ‍
34. يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِه  ‍
35. كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا  ‍
36. إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكم  ‍
37. سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا  ‍
38.
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ
39. إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَا  ‍
40. أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِه  ‍
41. لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُه  ‍
42. وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ  ‍
43. نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً  ‍
44. لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا  ‍
45. دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً
،
46. فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا  ‍
47. وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه  ‍
48. أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً  ‍
49. وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ به  ‍
50. إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَت  ‍

  وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
  حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
  حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
  بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
  وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
  فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
  هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
  رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
  بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
  وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
  شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
  يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
  سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
  وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
  قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
  كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
  أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
  مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
  إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
  مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
  مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
  مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
  مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
  تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
  بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
  زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
  وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
  وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً وَنَسْرِينَا
  مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
  في وَشْيِ نُعْمَى سحَبنا ذَيلَه حينَا
  وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
  فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
  والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
  وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
  في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
  حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
  عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
  مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
  شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
  سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
  لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
  فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
  سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
 فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا  ‍
  وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
  بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
  فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
  بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
  صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

Comments
0 Comments

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك