ابن زريق البغدادي
? - 420 هـ / ? - 1029 م
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهِ حَداً أَضَرَّ بِهِ فَاستَعمِلِي الرِفقَ فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمَه وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُو لَكِنَّهُم كُلِفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقُ قَد قُسِمَت والدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أُحسِن سِياسَتَهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ كَم قائِلٍ لِي ذُقتَ البَينَ قُلتُ لَهُ أَلا أَقمتُ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِقها بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعٌ وَكَذا ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهر يَفجَعُنِي حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهري جازِعاً فَرِقاً بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست هَل الزَمانُ مَعِيدٌ فِيكَ لَذَّتنا فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَتِ مَنزلَهُ مَن عِندَهُ لِيّ عَهدٌ لا يُضيّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرُهُ وَإِذا لَأَصبِرَنَّ لدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبٌ فَرَجاً عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتِنا وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتُهُ | قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ مِن حَيثُ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ فَضُيَّقَتْ بِخُطُوبِ الدهر أَضلُعُهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ رَأيٌ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ للرزق كدّاً وكم ممن يودعُهُ رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ لَم يَخلُقِ اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنِعُهُ بَغِيٌ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثُ يُطمِعُهُ بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ صَفُو الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ بِالبينِ عنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يُخلَعهُ شُكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ كَأساً أُجَرَّعُ مِنها ما أجَرَّعُهُ الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ بِهِ وَلا أَنّي بِي الأَيّامُ تَفجعُهُ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ فَلَم أَوَقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتِ أَربُعُهُ أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ |
http://riyadhalelm.com
ردحذفأصول الفقه,أصول التفسير,كتب pdf,مقاصد
الشريعة,رمزيات اسلامية,خلفيات
اسلامية,سورة البقرة كاملة,اقواس الحواشي,اختصارات الوورد,طريقة كتابة البحث العلمي,كتب السيرة
النبوية,الاستشراق,الملل والنحل,الفقه المقارن,بحوث ورسائل,مواقع علمية,دليل المواقع العلمية