من شعر شوقي:
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ *** وَالغَواني
يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
أَتُراها تَناسَت اسمِيَ لَمّا *** كَثُرَت في
غَرامِها الأَسماءُ
إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم *** تَكُ
بَيني وَبَينَها أَشياءُ
نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ *** فَكَلامٌ
فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ
فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ *** أَو فِراقٌ
يَكونُ مِنهُ الداءُ
يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا ***
نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ
وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ *** تَعِبَت في
مِراسِهِ الأَهواءُ
جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت *** أَنتُمُ
الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ
فَاتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى ***
فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ
--------------------------------------------------------------------------------
من شعر بدر شاكر السياب:
من قصيدة أنشودة المطر:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ
السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما
القمر .
عيناك حين تبسمان تورق
الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار
في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة
السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ،
النّجومْ ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً
شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه
المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة
الخريف،
والموت، والميلاد، والظلام،
والضياء؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة
البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من
القمر !
كأن أقواس السحاب تشرب
الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر
...
وكركر الأطفالُ في عرائش
الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر ...
مطر ...مطر ...مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما
تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها
الثقالْ .
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن
ينام :
بأنَّ أمّه - التي أفاق منذ
عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في
السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ
تعودْ .. "
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا
هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة
اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع
الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ
.
مطر ...مطر ...مطر
ما مر عام والعراق ليس فيه
جوع.
وفي العراق ألف أفعى تشرب
الرحيق